الوكيل ممثل أصحاب المدارس / الحاج علي مصطفى كالو.
في كل عام تتحول العاصمة السعودية الرياض إلى وجهة لأهل الثقافة والفكر من كل أنحاء العالم للمشاركة في المهرجان السنوي للثقافة والفنون في الجنادرية القريبة منها، والذي يشرف عليه الحرس الوطني السعودي، ليشكل همزة وصل بين الأجيال، وينعش ذاكرة المجتمع ليصل الماضي بالحاضر، ويصنع جسوره للمستقبل، في هذه الدورة للمهرجان والتي تحمل الرقم ( 27 )، أضيفت أجنحة جديدة، ركز فيها على الحرف الشعبية، وشاركت فيها المرأة بكثافة، وأتساءل ما هو دور المدرسة في بناء علاقات الأجيال وتحويلها من الصراع إلى الحوار والتكامل ؟
نحن في مدارس نجد نحرص على زيارة الجنادرية سنويا، ونستثمر معروضاته وأنشطته، وفي معارضنا السنوية تكون لنا جنادريتنا أيضا، مستلهمين هذه الروح، لنغني هذا الحوار بين الأجيال، ليقدر أبناء اليوم تضحيات الأجداد وحبهم لأرضهم وتراثهم الإنساني نحو مزيد من الانفتاح والتواصل مع الآخر.
التفوق يشبه الشجرة، جذوره الموهبة والذكاء والاستعدادات الشخصية، لكنه يذبل ويموت إذا اعتمدنا على ما سبق وأهملنا العناية به تدريبا وصقلا وإثراء، والطلبة المتفوقون يحتاجون للاهتمام الدائم والتشجيع، فإهمالهم بحجة أنهم لا يحتاجون لشيء، وأن أمرهم سهل، يجرهم إلى اللامبالاة والاكتفاء بأقل جهد، وهو ما يؤدي إلى انحدار مستواهم مع الزمن لفقدان الحافز وقلة المتابعة، وهذا الأمر يحتاج لاهتمام المدرسة والأهل معا وتكاتفهم وصولا للإنجاز المطلوب، مع استمرار شعلة التفوق.